أحداث الفيلم

بن هو إسرائيلي يهودي، ناشط بالنضال الشعبي الفلسطيني ضد الاحتلال منذ عشرة سنين إلى اليوم. واجه “بن” إصابات جسدية عدة، إضافة إلى الاعتقال والتعنيف ومقتل عدد من رفاقه في النضال الشعبي على يد قوات الاحتلال الاسرائيلية.
شارك “بن” على مدار سنوات في تظاهرات وتحركات واحتجاجات إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة القمع الموجّه ضدهم من قبل دولة يحمل “بن” جواز سفرها.
بعد مضي سنوات من انبثاق النضال الشعبي الفلسطيني ضد جدار الفصل العنصري أخذت موجة النضال الشعبي غير المسلّح بالانخفاض، مما رسخ وجود الجدار وحقيقة المستوطنات وجعل الاحتلال أقوى من أي وقت مضى. كان “بن” يمضي قُدما في مشاركته في النضال إلى جانب الفلسطينيين، في الوقت الذي كانت ومازالت الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد سياسات دولتهم العنصرية.
خلال السنوات الخمسة الماضية، اكتشف “بن” بيته الثاني في قرية النبي صالح في الضفة الغربية. المكان الذي تستمر فيه مجموعات الناشطين المحلية مقاومتها ضد السرقة الممنهجة للأراضي والمياه من خلال المستوطنات المنشأه مقابل القرية. مع سكان هذه القرية الفلسطينية، يستمر “بن”  المشاركة في التظاهرات الأسبوعية جمعة بعد جمعة ويستمر إيمانه بأن المقاومة المشتركة ضد الاحتلال تؤدي للوجود المشترك والتعايش الحقيقي المشترك وبأن الحياة معا ممكنة فقط عندما يخلص الإنسان عقله من الاحتلال، كما يقول النشطاء في قرية النبي صالح.

تصريح مخرج الفيلم

إن فيلم “حتى لو أرضي تحترق” هو نتاج ثلاث سنوات من العمل المستمر حاولت  خلالها دراسة و تحليل دور النشطاء الإسرائيليين المكافحين ضد الصهيونية في النضال الشعبي الفلسطيني. وذلك من خلال منظور النضال المشترك لتحقيق خيار الدولة الواحدة.
إن هذا الفيلم هو ثمرة عدة رحلات إلى فلسطين حيث كنت أصور بنفسي مستخدما ما توفر لي من أجهزة تصوير وما استطعت تغطية ثمنه أو اقتراضه من أدوات. بالطبع، كانت رحلات التصوير هذه إلى فلسطين بالنسبة لي كإسرائيلي يهودي، قد ترك إسرائيل منذ عشر سنوات، بمثابة رحلة شخصية ساهمت في تقوية وإيضاح نظرتي السياسية و فهمي للمكان الذي كنت قد نشأت فيه.
مع أني آمل أن أكون قد نجحت في إخراج وتصوير فيلم يمكنه التأثير أو رسم الابتسامة، إلا أني أردت من خلال هذا الفيلم  أن يرى المشاهد أن الخيار متاح: و هو خيار التضامن، خيار لمستقبل بديل وأفضل لجميع الناس على هذه الأرض. إن طريقة النضال التي اختارها أهالي قرية النبي صالح هي واحدة من الطرق العديدة للمقاومة الفلسطينية وهي جميعها مشروعة وتستحق تضامننا.  لذلك يأتي هذا الفيلم ليبرز إحدى تلك الطرق وليس ليقلل أبدا من مشروعية وأهمية السبل الأخرى للمقاومة ضد الاحتلال. عوضا عن ذلك، يعتبر النضال الشعبي في قرية النبي صالح أحد أنواع النضال المتاحة لمشاركة الناشطين الإسرائيليين في النضال إلى جانب الفلسطينيين ضد الاحتلال، وهذا جعلني آتي لهذه القرية. ولكن للأسف، حتى في النضال المحصور في قرية النبي صالح لا تجد العديد من الإسرائيليين كمثل الناشط “بن”.
آمل من خلال هذا الفيلم تذكير المشاهدين والمشاهدات بأن امكانية النضال المذكورة في الفيلم ما زالت متاحة ويوجد وسائل مقاومة كثيرة للتصدي للاحتلال، من داخل البلاد ومن خارجها، وعلينا التضامن مع من يصنعن ويصنعوا ذلك بنظرة لمستقبل  مشترك أفضل في فلسطين.

عن مخرج الفيلم

ولد “درور دايان” في القدس الغربية سنة 1981. درس تصوير الأفلام في جامعة “كونراد وولف” للفيلم في مدينة بوتسدام- ألمانيا (سابقا ألمانيا الشرقية)، ويعمل حاليا على كتابة أطروحة الدكتوراه حول الجوانب السياسية للأفلام الوثائقية. و بجانب انشغاله بأعمال الفيلم، ينشط “درور دايان” في العمل السياسي التضامني مع فلسطين ضد الصهيونية وفي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “بي دي إس” في ألمانيا. ويأتي فيلم “حتى لو أرضي تحترق” كأول فيلم من إخراج “دايان” وهو فيلم العمل النهائي لدرجة الماجيستير.